بدأ طلال الرحلة القصيرة، يرافقه رجلٌ مسن وزوجته، لا يعرفهما. وما هي إلا لحظات حتى انضمّت إليهم سلمى، يرافقها طفل جميل مشاغب في عمر السنتين. كانت دهشة طلال كبيرة . فها هي سلمى أمامه بعد أن انقطعت اخبارها لثلاث سنوات. تمنّى ان ترفع رأسها فتراه، وتقول له أي شيء. فما تعود ان يرد لها طلباً، ولكنها منذ أن انضمت إليهم في الرحلة وهي تضع رأسها في الأرض، تراقب طفلها
قام طلال ببعض الحركات، وتنحنح أكثر من مرة لتنتبه إليه، ولكنها لم ترفع رأسها للحظة، فقرر أن يسألها ويعاتبها فور توقف الرحلة، ويبتعد عنه الرجل المسن وزوجته
لا شك في أنه سيجد مساحة للوقت والمكان ليسألها عن سبب الغياب
ومع تزايد وتسارع ضربات قلبه وارتباكه، وقف المصعد
خرج الطفل مسرعاً
صرخت عليه أمه: طلال حبيبي توقف
فتوقف طلال في مكانه في المصعد دون حركة
فما تعود أن يرد لها طلباً
كريم معتوق